التهاب الأذن بالفطريات (otomycosis) عبارة عن عدوى فطرية تصيب الجلد المغطي لقناة الأذن الخارجية (وهي القناة التي تمتد من الصيوان حتى غشاء الطبل).
تنتشر الإصابة بكثرة في المناطق الدافئة والاستوائية حيث الحرارة والرطوبة العالية تشكل بيئة مناسبة لنمو الفطريات.
ماهي أسباب التهاب الأذن بالفطريات والعوامل المؤهبة؟
تعد أسباب التهاب الأذن بالفطريات متعددة، ومنها ما يلي:
- ضعف الجهاز المناعي: تشيع الإصابة عند الأشخاص المضعفين مناعياً والمصابين بالأمراض المزمنة وعلى رأسها السكريالسكري.
- السباحون وأولئك الذين يشاركون في الرياضات المائية، ونذكر أن المياه الملوثة تؤهب أكثر للإصابة بفطريات الأذن.
- الأشخاص الذين يعانون من أي إصابة في الأذن كالرضوض أو أي مشكلة جلدية كالأكزيما وغيرها من الأمراض الجلدية المزمنة.
- الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحارة والاستوائية، بالإضافة للأماكن الدافئة والرطبة.
- استخدام المعينات السمعية أو سدادات الأذن فترة طويلة. أو استخدام أعواد القطن فهي تؤدي إلى تراكم الصملاخ وتسد الأذن وتشكل خلفها بيئة مناسبة للنمو الفطري.
- استخدام المضادات الحيوية (خاصة المضادات الحيوية واسعة النطاق) والستيروئيدات لفترة طويلة بالإضافة إلى قطرات الأذن المضادة للبكتيريا.
ماهي أنواع الفطريات المسببة للمرض؟
هناك العديد من أنواع الفطريات التي تسبب التهابًا في قناة الأذن نذكر الأشيع:
- الرشاشيات ولاسيما الرشاشيات النيجيرية.
- المبيضات البيض: وهي فطريات موجودة بشكل طبيعي في الجسم حيث تعيش في الفم والأمعاء. لكن تصبح انتهازية عند الأشخاص المضعفين مناعياً أو السكريين وتتسبب بحدوث مشاكل عديدة مثل التهاب الأذن بالفطريات والقلاعات الفموية.
ماهي أعراض فطريات الأذن ؟
تشمل أعراض التهاب الأذن بالفطريات الشائعة ما يلي:
- حكة شديدة في الأذن
- ألم أذن
- إفرازات من الأذن والتي يمكن أن تكون بيضاء أو صفراء أو رمادية أو سوداء أحياناً.
- وتشمل الأعراض الأخرى نقص السمع وشعور بامتلاء الأذن وطنين.
- وأحياناً تحدث إصابة جرثومية مع الإصابة الفطرية فتصبح الأعراض أشد مع ألم وسيلان قيحي وتتغير خطة العلاج.
كيف يتم تشخيص الإصابة بفطريات الأذن؟
يجب زيارة الطبيب عندما تعاني من أي من الأعراض المذكورة سابقاً، وهو بدوره يقوم بالتشخيص بأخذ قصة سريرية مفصلة لتحديد ما إذا كان هناك أي عامل خطورة. ثم يقوم بفحص الأذن، وقد يلجأ إلى استخدام منظار الأذن.
وقد يأخذ الطبيب أيضاً عينة من مفرزات الأذن ويرسلها للدراسة تحت المجهر، إذ سيساعد ذلك في تشخيص التهاب الأذن بالفطريات وتمييزه عن الإصابة الجرثومية.
ما هو علاج التهاب الأذن بالفطريات ؟
يلجأ الطبيب إلى علاج فطريات الأذن بعد تشخيص التهاب الأذن الفطري وذلك بعدة خطوات:
- التنظيف: يقوم الطبيب بتنظيف الأذن من الفطريات الموجودة. قد يستخدم غسولًا أو أداةً للشفط للقيام بذلك. إذ إن التنظيف الجيد هام للتخلص من الحطام المتراكم والفطور ويسمح للدواء بالعمل بالشكل الأمثل.
- بعد ذلك يتم تجفيف الأذن قدر الإمكان لمنع الفطريات من النمو من جديد. ومن الضروري على المريض ألّا ينظف أذنه بنفسه باستخدام أعواد القطن أو أي أداة أخرى. لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم الحالة، كما يجب الحفاظ على الأذن جافة طيلة فترة العلاج بإغلاقها بالسدادات او بالقطن مع الفازلين لمنع دخول الماء حين الاستحمام أو السباحة.
- قطرات الأذن المضادة للفطريات: تحتوي هذه القطرات على كلوتريمازول الذي أثبت فعاليته في القضاء على الفطريات وعلاج الحالة. وقد تحوي القطرة أيضاً على إيكونازول أو ميكونازول أو أمفوتريسين B ومواد كيميائية مضادة للفطريات أخرى.
- قد يكون العلاج أيضاً بشكل كريم موضعي يتم تطبيقه على الأذن الخارجية.
قد يستغرق العلاج من أسبوع إلى أسبوعين حتى يتم تحسن الحالة بشكل كامل. لذلك، لا توقف العلاج عند تحسن أعراض التهاب الأذن بالفطريات دون استشارة الطبيب.
الأدوية المستخدمة أيضًا في العلاج:
- أدوية موضعية: أسيتات الألمنيوم، حمض السالسيليك بيروكسيد الهيدروجين. إذ إن هذه المواد تساعد في تليين الحطام والقشور التي تتشكل لمساعدة الأدوية المضادة للفطريات على التأثير بشكل أفضل.
- الأدوية الفموية المضادة للفطريات: عادة ما يلجأ الطبيب للأدوية الفموية مثل إيتراكونازول أو فوريكونازول. وذلك في حالة الإصابة الأكثر شدة أو في حال بعض أنواع الفطريات المقاومة لقطرات الأذن المضادة للفطريات.
- يمكن استخدام مسكنات الألم حين الشعور بالألم. وتشمل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (كالايبوبروفين) أو أسيتامينوفين (سيتامول).
ما هي مضاعفات التهاب الأذن بالفطريات ؟
غالباً ما يكون العلاج كافٍ وتتم السيطرة على التهاب الأذن الفطري. لكن في بعض الحالات تصبح الإصابة الفطرية مزمنة إذا لم يتم العلاج بشكل كامل أو إذا لم تستجيب الفطريات على العلاج. أو في حال وجود عامل من عوامل الخطورة بشكل مستمر وهنا يجب متابعة الحالة عند الطبيب للتنظيف المستمر وإجراء ما يلزم.
وفي حالات نادرة يمكن لبعض الفطريات أن تغزو وتثقب غشاء الطبل وتنتقل إلى أماكن أخرى كالأذن الوسطى أو الداخلية أو قاعدة القحف. وهنا تتطلب الحالة علاج مضاد للفطريات عن طريق الفم وقد يلجأ الطبيب للجراحة في حالات نادرة
ولابد من التذكير أنه يمكن تجنب الإصابة بحالة التهاب الأذن بالفطريات عبر منع دخول الماء للأذن عند الاستحمام أو السباحة كما ذكرنا سابقاً. ومن ثم تجفيفها جيداً في حال دخول الماء، وتجنب مصادر المياه الملوثة، ومراجعة الطبيب في حال ظهور أي عرض مقلق في الأذن.
اقرأ أيضًا:
التهاب الأجفان : الأسباب والأعراض والعلاج
غسيل الأذن: استخداماته وفوائده ومخاطره
إعداد:
د. مريانا شرف الدين