إنّ التغيرات الجلدية خلال الحمل أمر طبيعي ومن الشائع جدًّا حدوث حكّة في الجسم، وهي في معظم الحالات لا تستدعي القلق. فهي تحصل نتيجة تغيّر مستوى الهرمونات، ويمكن أن تكون في جزء معيّن من الجسم أو منتشرة في كل أنحاء الجسم.
أسباب التغيرات الجلدية خلال الحمل:
يمكن تقسيم أسباب التبدلات الجلدية خلال الحمل إلى ثلاث مجموعات:
- تبدلات مرتبطة بالهرمونات.
- تغيّرات نوعيّة للحمل.
- إصابة جلدية موجودة قبل حدوث الحمل.
التغيرات الجلدية الشائعة خلال الحامل :
تشمل التغيرات الجلدية خلال الحمل ما يلي:
- فرط التّصبغ: يسبّب الحمل ازدياد في إفراز الميلانين وظهور بقع بلون داكن على سطح الجلد (الميلانين هو المادة المسؤولة عن درجة لون البشرة والشعر والعينين).
- كلف الحمل: إنّ كلف الحمل هو شكل من أشكال فرط التّصبغ، وهو عادةً يظهر على الوجه ويسمّى قناع الحمل.
- لويحات الحمل الحطاطية الحكّية الشروية: وهي نتوءات حمراء شاحبة منتشرة في الجلد تسبّب الحكّة وشعور بالحرق أو اللّذع. وقد تكون بشكل آفات صغيرة أو تتجمّع معًا على منطقة واسعة من الجلد لتشكّل لويحاتٍ، وتشاهد هذه اللويحات على الساق أو الذراع أو البطن أو الأرداف.
- علامات التّمدد: تظهر علامات التمدد بسبب اكتساب الوزن خلال الحمل وزيادة حجم البطن. وتكون بلون أرجواني ثمّ تتحول إلى الأبيض اللمّاع مع مرور الوقت.
- الضغوات الجلدية: الضغوة الجلدية هي عبارة عن نتوء صغير من النسيج يتدلى من سطح الجلد. وهي نتوءات حميدة وليست سرطانيّة، وتلاحظ في منطقة العنق والظهر وتحت الثديين والمنطقة الإربية، وهي عادةً غير مؤلمة.
- الصدفية وحب الشّباب: وهي إصابات جلدية سابقة تسوء أعراضها بسبب الحمل وتتحسن بعد الولادة في معظم الحالات.
- شبيه الفقاع الحملي: وهي فقاعات تحيط بالسرة ويمكن أن تنتشر على الجلد، وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة كالولادة المبكرة.
- الركود الصفراوي.
الرّكود الصفراوي عند الحامل ومضاعفاته:
إنّ ارتفاع مستوى الأستروجين خلال الحمل يسبّب توقّف أو إبطاء إفراغ الصّفراء وهو يعد من التغيرات الجلدية خلال الحمل المحتملة. تصاب نحو1 أو 2 من كل 1000 امرأة حامل بالرّكود الصفراوي، وهو خلل لا يمكن الوقاية منه، وترتبط قابلية الإصابة بعدّة عوامل منها:
- الحمل التوءمي.
- وجود تاريخ عائلي للمرض كإصابة الأم أو الأخت.
- الإصابة بالتهاب الكبد c.
- الإصابة بأذية كبدية سابقة.
- إذا كنتِ تنتمين إلى الشعوب الاسكندنافية أو الهندية أو الباكستانية.
- أثناء مرحلة العلاج للقيام بإخصاب في المختبر.
وتشمل الأعراض حكة في راحة اليدين وأخمص القدمين تزداد ليلًا، وفي الحالات المتقدّمة يصبح لون البول داكنًا مع اصفرار لون الجلد والعينين.
يؤدّي الرّكود الصفراوي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم تلقي العلاج. فقد يسبّب ولادة مبكرة أو إصابة الجنين بمشاكل تنفسية أو تسرّع قلب، وفي الحالات المتقدّمة يتسبّب بوفاة الجنين.
طرق علاج التغيرات الجلدية خلال الحمل :
لا تحتاج معظم التغيرات الجلدية خلال الحمل إلى علاج فهي تشفى بعد الولادة، ولكن يمكن التخفيف منها وعلاجها تحت إشراف طبي خلال مرحلة الحمل. وقد يوصي الطبيب باتباع عادات يومية تحدّ من شدّة الأعراض كارتداء الملابس القطنيّة الواسعة وتجنّب الاستحمام بماء ساخن وعدم استخدام الصّوابين العطرية التي تسبّب جفاف البشرة. أمّا بالنسبة للعلاجات الدوائية فهي تتضمّن:
- استخدام الكريمات التي تحوي الهيدروكينون في حالات فرط التّصبغ ، وتطبيق الواقي الشمسي الآمن للحوامل.
- يمكن استخدام لوشن الكالامين للتخفيف من الحكة المزعجة.
- الستيروئيدات الموضعية أو الجهازية حسب شدّة الإصابة.
- في حال الركود الصفراوي يُستخدم حمض أورسو دوكسي كوليك الذي يساعد في تنشيط عمل الكبد.
وفي النهاية يجب على الحامل مراقبة جميع التغيرات الجلدية خلال الحمل ومتابعتها مع الطبيب المختص لأنّها قد تكون مجرّد حالات عابرة أو أعراض تنذر باضطراب داخلي خطير، وذلك حفاظًا على صحتها وسلامة جنينها.
اقرأ أيضًا:
عضة البرد : الأسباب والأعراض والعلاج
الاكتئاب : الأعراض والأسباب وطرق العلاج
إعداد:
الصيدلانية كارولينا خضور