fbpx

التصلب العصيدي : الأسباب والأعراض والعلاج

التصلب العصيدي هو تضيق في لمعة الأوعية الدموية يحدث بفعل تشكّل لويحة كوليسترولية دهنية تسبب التهاب الوعاء وتمنع تدفق الدم لأنسجة الجسم، وهذا ما يشكل نقصاً في أكسجتها وخللًا في عملها.

أعراض التصلب العصيدي :

إن تصلب الشرايين مرضٌ صامت سريرياً في مراحله الأولى، ويبقى دون أعراض حتى حدوث انسداد شبه تام في الوعاء المصاب. وعندها تكون أعراض التصلب العصيدي ما يلي:

  • ألم صدريّ (خناق الصدر المستقر)
  • ألم في القدم (اليسرى أو اليمنى) أو الذراع أو الأحشاء
  • خفقان
  • تشنج في عضلات المؤخرة أثناء المشي
  • التعب وفقد الحس في أحد جانبي الجسم إذا كان التصلب أصاب شرايين الدماغ
  • ضعف وتشنج عضلي بسبب نقص التروية الدموية

أسباب التصلب العصيدي :

تدعى أسباب التصلب العصيدي التي تؤدي لحدوثه بالعوامل المسرّعة. وذلك لأن مرض التصلب العصيدي مرضٌ حتميّ يبدأ منذ الولادة. وهذه العوامل تتضمن النظام الغذائي المتبع لدى المريض وقلة الحركة والنشاط الفيزيائي، إضافة إلى التقدم بالعمر.
ارتفاع الكولسترول المزمن هو أوّل العوامل المساهمة في حدوث المرض. إذ إن الكولسترول يوجد بشكل طبيعي في أجسامنا إضافة لوجوده في مصادر غذائية مختلفة. فإذا كان ارتفاع الكوليسترول مزمنًا وشديدًا قد يؤدي لحدوث انسداد في الشريان.
وعلى المدى البعيد قد يؤدي الكولسترول لتشكّل لويحةٍ تمنع جريان الدم في الوعاء، ناهيك عن تخريش البطانة مؤدية لتفعيل الصفيحات وعوامل التخثر وتشكّل الخثرات التي تنطلق في مجرى الدم محدثة انسدادًا في الشرايين المغذية للأعضاء الحيوية كالدماغ وهذا ما يؤدي لمضاعفاتٍ خطيرةٍ.

ومن العوامل الأخرى المسببة لتصلب الشرايين:

  • السوابق العائلية: إذا كان المرض موجودًا في العائلة فإن احتمال الإصابة يزداد. لأن هذا المرض موروثٌ حالهُ حال أمراض القلب الأخرى.
  • ارتفاع ضغط الدم: يؤدي ارتفاع الضغط الدموي إلى أذية في جدران الأوعية وجعلها متهتكة في بعض المناطق، ما يجعلها عرضة للإصابة بشكل أكبر.
  • التدخين: يحوي التبغ على ٧٠٠٠ مادة كيميائية وأكثر من٦٠ مادّة مصنّفة كموادٍ مسرطنةٍ. وجميعها موادٌ مؤذية للأوعية الدموية وتزيد احتمال الإصابة بالتصلب العصيدي.
  • مرض السكّري: ارتفاع سكر الدم من أهم العوامل المؤدية لأمراض الشرايين الإكليلية.

التشخيص:

إن الفحص السريري هو الخطوة الأولى في تشخيص التصلب العصيدي ، إذ إن الطبيب الفاحص يبحث عن:

  • ضعف في النّبض.
  • علامات تدل على حدوث أم دمّ (وهي توسّع مرضيّ في لمعة أحد الشرايين بسبب ضعف جدارها).
  • تباطؤ في شفاء الجروح إذ إن ذلك يدل على نقص في الجريان الدموي ضمن الوعاء.
  • نفحة في الشريان عند مرور الدم ضمنه (وهو صوت يدلّ على وجود إعاقة لمرور الدم بالوعاء).

إضافةً إلى العديد من الوسائل التقنية التي تساعد على التشخيص، ونذكر منها: الإيكو دوبلر والرنين المغناطيسي الوعائي واختبار الجهد وغيرها الكثير.

علاج التصلب العصيدي

لا يوجد حاليًا أدوية أو وسائل تمنع حدوث تصلب الشرايين، ولكن يمكن تجنب خطر الإصابة بنوبةٍ قلبيّةٍ أو بصدمةٍ مميتةٍ عن طريق بعض الأدوية، إضافةً إلى تغيير نمط الحياة ونلجأ للجراحة كحلٍّ أخير.
من الأدويةِ المستخدمة في علاج التصلب العصيدي نذكر ما يلي:

  • خافضات كوليسترول الدّم(ستاتينات)
  • خافضات سكّر الدّم
  • الأدوية الخافضة لضغط الدّم(مثبطات الأنزيم القالب)
  • مضادات التصاق الصّفيحات الدمويّة(أسبرين).

يمكن للأسبرين أن يكون مفيداً في الوقاية من التصلب العصيدي خصيصًا عند وجود قصّة عائليّة للإصابة بالمرض. لذلك، يُنصح به بشدّة من اختصاصيي جراحة الأوعية، ولكن احذر الاستعمال دون سؤال الطبيب المختصّ بسبب خطورة حدوث نزيفٍ داخلّي قد يكونُ مميتاً.

العلاج الجراحي:

إذا كانت الأعراض شديدةً أو في حال كونِ العضلات والجلد مهددين بإصابةٍ خطيرةٍ، قد يوصي بعض الاختصاصيين بالجراحة. تتضمن الجراحات التي من الممكن إجراؤها عند مرضى التصلب العصيدي ما يلي:

  • المجازات الوعائية: تتضمن استخدام وعاءٍ دمويٍّ سليمٍ من مكان مختلفٍ عن مكان الإصابةِ لتحويل مجرى الدّم إليه وتجاوز المنطقة المتضيّقة أو المسدودة من الشريان المصاب.
  • حالّات الخثرات: وتعني حقن مادّة حالّة للخثرة الدموية السادّة للوعاء المصاب.
  • رأبُ الوعاء الدمويّ: وتتضمن استخدام قثطرةٍ تدخلُ الوعاء وتوسّعه بوساطةِ نفخِ بالونٍ ضمنهُ.

تغيير نمطِ الحياة:

من التغييرات التي قد تكون مفيدةً في تقليل خطر الإصابة بالمرض أو الحدِّ من أعراضه:

  • تناول الأغذية قليلة الضرر على العضلة القلبية وتجنّب الأغذية الحاوية على الكولسترول والدهون المشبعة.
  • تناول الأسماك مرّتين أسبوعياً بدلاً من اللحوم الحمراء.
  • ممارسة الرّياضة القويّة لخمسٍ وسبعين دقيقةٍ أسبوعيًّا أو ممارسة الرياضة المعتدلة لمئةٍ وخمسين دقيقة.
  • الإقلاع عن التدخين والأركيلة.
  • تنظيم الوزن والحفاظ على اللياقة.
  • الحفاظ على حالةٍ ذهنيّةٍ مستقرّةٍ وتخفيف التوتّر والغضب.

مضاعفات التصلب العصيدي

إن التصلب العصيدي المهمل وغير المعالج من الممكن أن يؤدي لمضاعفاتٍ خطيرةٍ نذكرُ منها باختصار:

  • الصّدمة.
  • النوبة القلبيّة.
  • اللانظميات القلبية.
  • أمراض الشرايين الإكليليّة.

يعد التصلب العصيدي مرضٌ خطيرٌ يتطلّب منّا الوعي والدراية بما نتعامل معه، وأن نكون حريصين على أجسادنا من كُلِّ ما يؤذيها.

 

اقرأ أيضاً:

نقص سكر الدم : الأسباب والأعراض والعلاج

الصحة النفسية وعلاقتها بالمناعة ضد الأمراض

 

إعداد:
د. أمير أبو رايد