الاكتئاب الخفيف هو معاناة الشخض من علامات الاكتئاب، ولكن مع بقائه محافظاً على روتين حيانه اليومي في معظم الأحيان. والمثير للإهتمام أن الأبحاث وجدت بأن الاكتئاب الخفيف يمكن أن يظهر كأعراض جسدية أكثر من الأشكال الأخرى للاكتئاب. بمعنى أن أولئك الذين يعانون من اكتئاب خفيف هم أكثر عرضة لطلب المساعدة الطبية منها للمساعدة النفسية. وإذا لم يكن الطبيب العام أو الطبيب غير النفسي مدرباً على الصحة العقلية، فقد يتم إهمال المشكلة الحقيقية.
الأعراض
إن أعراض الاكتئاب الخفيف تعني أن الشخص يعاني من أعراض مثل:
- الأفكار السلبية.
- الشعور باليأس.
- تدني احترام الذات.
- الافتقار إلى الدافع.
- التفكير الضبابي.
- الاستثارة.
- اهتمام أقل بالأشياء التي يستمتع بها الشخص عادة.
الأعراض الصحية
يظهر الاكتئاب على شكل تعب وأعراض جسدية منها:
- الأرق، وهو ما يرتبط الاكتئاب الخفيف فيه بالدرجة الأولى.
- الإرهاق .
- الدوخة.
- الشعور بثقل الرأس.
- ألم المعدة.
- آلام أسفل الظهر وتيبس الكتفين.
- فقدان الشهية أو فقدان الوزن والإمساك.
لماذا يمكن أن ينتهي الاكتئاب الخفيف بمشكلة أكبر من الاكتئاب المتوسط والشديد؟
في حين أن الاكتئاب الشديد قد يقعدالإنسان في المنزل بسبب شدته، وأعراض الاكتئاب المتوسط ستكون سيئة بما يكفي لمن حول الشخص لكي يدركوا أنه ليس بخير، ولكن مع الاكتئاب الخفيف “يتأقلم”، وقد يعتقد الأشخاص الذين حول الفرد أنه ليس على طبيعته فحسب، وهنا يكمن الخطر الحقيقي. في حين تكمن مشكلة الاكتئاب الخفيف في أن الإنسان قد يكون مخاتلاً إلى الحد الذي يمكن أن يجعله أكثر عزلة بكثير من الشكلين الآخرين. وهذا يعني أنه من غير المرجح أن يحصل على الدعم، سواء من المقربين أو من المتخصصين.
أحياناً، يمكن أن يستمر الاكتئاب الخفيف ليس فقط لأشهر، بل لسنوات أو حتى لعقود. شيئا فشيئا يتوقف الشخص عن محاولته في الحياة، أو يتخذ قرارات سلبية أو حتى خطيرة على نحو متزايد.
ببساطة قد يقضي الاكتئاب الخفيف على الحياة لأنه يعمل بشكل متواصل ولكن تحت الرادار التشخيصي: فيتوقف المريض عن تحديد الأهداف، ويكف عن تحسين مستواه الوظيفي وعن الاهتمام بصحته الجسدية وتضعف رعايته لنفسه بشكل عام، كما ينغمس في عادات التدمير الذاتي مثل الإفراط في الطعام (الأكل العاطفي) أو الإفراط في تناول الكحول أو المواد ويتوقف عن البحث عن أصدقاء جدد أو اهتمامات جديدة أو علاقات الحب كما يفضل البقاء في علاقات سيئة لأنه لا يرى أملاً في شيء أفضل. تتحول القرارات السيئة إلى ركود ويعيش في حالة من الخدر حيث يقنع نفسه أن ما يعيشه هو الطبيعي بالنسبة لشخص مثله. لقد اعتاد عليه ولم يعد المريض يتذكر الفرق.
عندما يكون لدينا هذا النوع من الاكتئاب فإن كل شيء نقوم به يتطلب جهداً إضافياً، لذلك من السهل جداً أن نذهب إلى الإنكار ونقول لأنفسنا أننا سنخرج منه يوماً ما بمزيد من الجهد. بعض الناس يستطيعون ذلك، لكن الأمر لا يستحق المخاطرة، لسبب أساسي هو أن نوبة اكتئاب تجعلنا أكثر عرضة للإصابة بأخرى في المستقبل.
العلاج
- مواجهة المشكلة، الأمر الأهم لكي يخرج المريض من حالة الإنكار التي تحاصره.
- التواصل مع شخص يثق به ويخبره عما يمر به.
- المشي اليومي بدل البقاء في البيت أو المكتب,
- القيام بنشاط ممتع للمريض مهما كان بسيطاً بشكل يومي.
- الحصول على الدعم الاجتماعي، يمكن أن يبدأ بدعم من الأصدقاء الموثوقين وأفراد الأسرة وصولاً إلى المعالج أو الطبيب النفسي.
د. تيسير حسون