قد تقابل شخصًا ما يغير رأيه خلال فترة قصيرة من شيءٍ إلى شيءٍ آخر معاكس تماماً. وقد تسمع البعض يقولون عنه بسخرية: «لديه انفصام في الشخصية!». بدايةً، مصطلح انفصام الشخصية مصطلح غير علمي، ولا يعبّر عن تقلبات المزاج أو الازدواجية التي قد يعاني منها بعض الأشخاص. اضطراب الفصام هو اضطراب نفسي سببه خلل بمستوى النواقل العصبية الموجودة في الدماغ مثل الدوبامين. تقدر نسبة انتشار الفصام بنحو 1 %، وهو أشيع عند الذكور من الإناث، وقد يتظاهر في أي عمر. قد يكون نوبياً، أي يحدث هجوع للأعراض لفترة معينة من الزمن. أو قد يكون مزمناً، أي يستمر دون تراجع للأعراض، إنما يحدث تطور لها.
تشمل أسباب الفصام الأخرى:
- الجينات والوراثة.
- أسباب عائلية.
- عوامل بيئية مطلقة.
أعراض الفصام:
تتمثل أعراض الفصام بوجود اضطراب في التفكير، يطلق عليه اسم التوهمات delusions. واضطرابات في الإدراك يطلق عليه اسم االأهلاسا أو الهلوسات hallucinations. وقد يترافق مع اضطراب في السلوك أو انعزال وانسحاب من المجتمع أو تصرفات غريبة أو إهمال للنظافة الشخصية مثلاً.
من المعلومات الخاطئة حول مرضى الفصام أنهم يكونون دائماً عنيفين أو مجرمين أو يقومون بإيذاء الأشخاص من حولهم. وهي معلومة خاطئة كليّاً، إذ إن نسبة العنف عند مرضى الفصام متساوية مع نسبته عند الأشخاص الطبيعيين.
لا يعد مريض الفصام مسؤولاً عن تصرفاته عند تعرضه لنوبة ذهان حادة. وفي كثير من الأحيان، ينسى المريض كلامه وأفعاله. لذلك، تجب مراقبته دائماً لكي يُقدم العلاج الفوري له في حال حدوث نكس للأعراض لديه.
العلاج:
في حال عدم تقديم العلاج المناسب، قد يؤثر الاضطراب سلباً على حياة المريض وقدراته المعرفية. لذلك يجب ضبط المرض من بدء ظهور الأعراض بإعطاء الأدوية المناسبة. كلما تأخر العلاج، صعبت عودة المريض إلى حياته الطبيعية وعلاقاته الاجتماعية ونشاطاته المعتادة. لذلك، من الضروري الالتزام بالعلاج حتى لو كان المريض غير مقتنع بأن لديه مشكلة تتطلب العلاج. يأتي هنا دور الأهل في دعم المريض ومساندته في أثناء مرحلة ظهور الأعراض (النوبة الذهانية) إلى حين حصول التحسن المطلوب.
عند علاج اضطراب الفصام وضبطه جيداً، يستطيع المريض العودة إلى عمله والانخراط في الحياة الاجتماعية بشكل طبيعي. هو أيضًا قادر على الزواج وإنجاب الأولاد، وهذا الأمر يمثل الهدف الأساسي من علاج الاضطراب.
يتم ضبط المرض عند نسبة كبيرة من المرضى، ويعودون لحياتهم الطبيعية دون أي عقابيل. ويكون هذا طبعاً بالالتزام الدوائي والمتابعة مع طبيب نفسي بشكل مستمر.
د. مرح عزقول
اقرأ أيضًا: الاكتئاب (الأعراض، الأسباب، الأنواع، التشخيص والعلاج)