fbpx

ارتفاع ضغط الدم : أسبابه وأعراضه وكيفية تشخيصه وعلاجه

يعدّ ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع التوتر الشرياني مشكلة مرضية غير عرضية وخطيرة إن لم تُعالج، إذ يمكن أن يؤذي الجسم بأكمله. ولكن باتباع نظام حياتي صحي وتناول أدوية خافضة للضغط، وممارسة تمارين رياضية سيبقى الجسم بحالة صحية جيدة.

تصل نسبة الشباب الذين لديهم ضغط دم غير منتظم ومرتفع غير عرضي إلى النصف تقريبًا. لذلك، يجب قياس ضغط الدم بانتظام للكشف عن الحالات المرضية.

 

ما هو ارتفاع ضغط الدم ؟

ينتج ارتفاع ضغط الدم عن قوّة دفع جريان الدم والتي تؤثر على جدران الشرايين. إذ سيؤذي ذلك الشرايين مع الوقت ويسبب اختلاطات خطيرة أهمها الأزمة القلبية والسكتة الدماغية.

يطلق مقدمي الرعاية الصحيّة لقب القاتل الصامت على هذا المرض، وذلك لأنه لا يتظاهر بأعراض سريرية واضحة. لذلك، لن يعطي أي علامات تشير إلى المرض وبالتالي سيستمر الأذى على الجسم إن لم يتم تقديم العلاج المناسب بالوقت المناسب.

يعد ضغط الدم مقياسًا لمعرفة مدة قوة ضغط الدم على جدران الأوعية ويحتوي على رقمين وهما:

  1. الرقم الأعلى هو الضغط الانقباضي الذي يقيس ضغط الدم على الأوعية خلال تقلص القلب.
  2. الرقم الأخفض هو الضغط الانبساطي الذي يقيس ضغط الدم على الأوعية بين النبضات في فترة راحة القلب.

ويقاس ضغط الدم بوحدة الميلي متر زئبقي.

 

عوامل الخطورة:

توجد بعض الأشياء التي قد ترفع خطر الإصابة بمشكلة ارتفاع ضغط الدم. لذلك، يجب الانتباه إليها جيدًا ، ومنها:

  • العمر أكبر من 55 سنة
  • أشخاص من العائلة مصابة بالمرض
  • العرق، إذ يزداد خطر الإصابة عند الأشخاص ذوي العرق الأسود من أفريقيا والكاربيين أو من جنوب آسيا من خلفية أثنية.
  • نظام غذائي غير صحي ويحوي على الكثير من الملح
  • وزن مرتفع
  • التدخين
  • شرب الكثير من الكحول
  • التوتر والقلق لفترة طويلة

 

أنواع ضغط الدم:

تتضمن أنماط ارتفاع التوتر الشرياني ما يلي:

  1. ارتفاع ضغط الدم الأولي: وهو الأكثر شيوعًا، إذ يصيب حوالي 90% من البالغين المصابين بضغط دم مرتفع في الولايات المتحدة. وهو يظهر مع التقدم بالعمر واتباع نظام حياتي غير صحي مثل قلة ممارسة الرياضة.
  2. ارتفاع التوتر الشرياني الثانوي: ينتج عن حالات طبية مرضية بشكل ثانوي أو تناول أدوية ترفع الضغط.
  3. متلازمة المعطف الأبيض: يرتفع الضغط عند قياسه في عيادة الطبيب أو المستوصف ويكون طبيعي في المنزل.
  4. ضغط الدم المرتفع المقنّع: يكون الضغط طبيعي في عيادة الطبيب ومرتفع في المنزل.
  5. ضغط الدم المرتفع باستمرار: يرتفع في عيادة الطبيب والمنزل.
  6. ارتفاع الضغط الدموي ليلاً: يرتفع أثناء النوم.

 

ماهي أسباب ارتفاع ضغط الدم ؟

تُعد أسباب ارتفاع ضغط الدم الأولي غير واضحة تمامًا وغير محددة، فهي مجموعة من العوامل المجتمعة مع بعضها. ومن هذه الأسباب:

  • طعام غير صحي ويحتوي على صوديوم مرتفع
  • أداء فيزيائي ضعيف
  • شرب كميات كبيرة من الكحول

أمّا ضغط الدم المرتفع بشكل ثانوي فيكون هناك سبب واحد غالبًا، ويستطيع الأطباء معرفته. ومن هذه الأسباب الشائعة:

  • أمراض الكلية
  • متلازمة كون (ارتفاع الألدوستيرون الأولي)
  • تعاطي الأدوية والمواد كالأمفيتامين والكوكايين
  • أمراض الأوعية الكلوية التي تؤثر على جريان الدم في شرايين وأوردة الكلية، ويعد تضيق شريان الكلية مثال شائع.
  • بعض الأدوية مثل كابتات المناعة، ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، وأدوية منع الحمل الفموية.

 

ماهي أعراض ارتفاع ضغط الدم وكيف يتم تشخيصه؟

يعتبر ارتفاع ضغط الدم عادة غير عرضي فهو القاتل الصامت كونه لا يتظاهر بمظاهر سريرية واضحة. لكن ممكن أن يعطي أعراض حين يرتفع إلى 180/120 ميلي متر زئبقي أو أكثر، ومن هذه الأعراض:

  • صداع
  • خفقان في القلب
  • رُعاف
  • ألم صدري
  • تشوش الرؤية

وتعتبر هذه الحالة أزمة ارتفاع ضغط وتتطلب قبول في المشفى. لذلك، يجب الانتباه إليها جيدًا.

يُشخص الأطباء ارتفاع التوتر الشرياني من خلال قياس ضغط الدم بجهاز عبارة عن كم يُلف على الذراع، ويتم قياسه بشكل سنوي ومواعيد تُنظم تبعًا للحالة. فإذا أعطت قراءات قياس ضغط الدم أنّه مرتفع في زيارتين أو أكثر، فسيُشخص ارتفاع ضغط الدم. وسيبحث الأطباء عن السبب مثل الأدوية التي تؤخذها، أو نمط حياة خاطئ لمعرفة نوع الضغط المرتفع.

  • الضغط الطبيعي هو أن يكون الضغط الانقباضي أقل من 120 ميلي متر زئبقي و/أو أن يكون ضغط الانبساطي أقل من 80 ميلي متر زئبقي.
  • ضغط الدم المرتفع يكون الانقباضي بين 120-129 ميلي متر زئبقي و/أو الضغط الانبساطي أقل من 80 ميلي متر زئبقي
  • المرحلة 1: ضغط الدم الانقباضي بين 130-139 ميلي متر زئبقي و/ أو الضغط الانبساطي بين 80-89 ميلي متر زئبقي
  • المرحلة 2: الضغط الانقباضي أكبر أو يساوي140 ميلي متر زئبقي و/أو الضغط الانبساطي أكبر او يساوي 90 ميلي متر زئبقي.

 

العلاج:

يتضمن تغيير نمط الحياة، وإعطاء الأدوية الخافضة للضغط، وينصح الأطباء بالعلاج تبعًا لقراءات ضغط الدم والأسباب التي أدت لارتفاعه، ومن هذه العلاجات:

تغيير نمط الحياة:

فهي من التوصيات الطبيعية التي تساعد على خفض الضغط. فمن خلال تغيير نمط الحياة لنمط صحي يمكن أن ينخفض الضغط في بعض الحالات دون استخدام الأدوية مثل أن تكون في المرحلة الأولى.

إليك بعض الطرق التي تساعد في علاج ارتفاع ضغط الدم :

  • وزن صحي مناسب للجسم وغير مرتفع
  • نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضار والحبوب ومشتقات الحليب منخفضة الدسم.
  • تناول طعام غير مالح، فيجب أن يكون مدخول الصوديوم في اليوم لا يزيد عن 1500 ميليغرام.
  • تناول غذاء غني بالبوتاسيوم مثل الموز والأفوكادو والبطاطا مع قشرها
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم وابدأ بانتظام وبطء لتصل إلى 150 دقيقة من ممارسة التمارين الحيوية في الأسبوع
  • تحديد تناول الكحول.

الأدوية:

قد ينصح الطبيب بالأدوية الخافضة للضغط بالإضافة لتغيير نمط الحياة. إذ توجد أربعة أصناف من الأدوية الخافضة للضغط وهي الأكثر شيوعا وفعالية نذكرها:

  1. أدوية مثبطات أنزيم القالب للأنجيوتنسين: تعمل على حصر عمل هرمون الأنجيوتنسين 2 الذي يعتبر من وسائل الجسم لتنظيم ضغط الدم، وباستخدام هذه الادوية ستمنع تضيّق الأوعية.
  2. أدوية مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين: تعمل على حصر هرمون الأنجيوتنسين من خلال حصر مستقبلاته. وتعمل على حماية الأوعية من التضيق أيضًا.
  3. حاصرات قنوت الكالسيوم: تمنع الكالسيوم من الدخول للخلايا العضلية القلبية والأوعية. فتتيح الفرصة للأوعية لتحصل على الراحة والاسترخاء.
  4. المدرات: تساعد على ادرار الصوديوم من الجسم وتقليل كمية السوائل من الدم، وتأخذ أحيانًا بالإضافة للأدوية الخافضة للضغط الأخرى. ومن الممكن أن يحتوي تركيب الحبة الواحدة أكثر من نوع من الأدوية الخافضة للضغط.

يمكن للطبيب أن يضيف أدوية أخرى غير هذه الأدوية التي تعتبر أدوية الصف الأول في العلاج. يجب إخبار الطبيب عن أي عرض جانبي تشعر به لتغيير نوع الدواء بما يتناسب مع حالتك. ويجب ألا تأخذ أي دواء دون استشارة الطبيب فمن الممكن أن تتداخل مع أدوية ارتفاع ضغط الدم .

 

نهايةً، يعتبر ارتفاع ضغط الدم مشكلة مرضية خطيرة وغير عرضية. لذلك، فمن المهم أن نتابع قياس ضغط الدم بشكل دوري لكشف الحالة بشكل مبكر وعلاجها قبل أن تدخل في مرحلة الاختلاطات غير العكوسة. لذلك، فمن خلال قياس ضغط الدم يمكن أن يُعالج ارتفاعه بطرق بسيطة بتغيير نظام حياتك لنظام صحي ومتوازن.

 

اقرأ أيضًا:

احتشاء العضلة القلبية عند الشباب: الأسباب والأعراض والعلاج

10 طرق للتعامل مع نوبة الهلع 

 

إعداد:

د. صبا عبد الحي