يستخدم مصطلح إدمان العادة السرية للإشارة إلى الحالة التي يفقد فيها الشخص القدرة على التوقف عن ممارسة هذا السلوك -أي الاستمناء المُتعمّد- وعجزه عن السيطرة على رغبته في القيام به بصورة متكررة وعلى فترات متقاربة، حتى أن الأمر قد يصل إلى حد الاستعاضة بهذا الفعل -أي الإشباع الذاتي- عن ممارسة العلاقة الجنسية الطبيعية.
تكمن خطورة هذا السلوك فيما يخلفه من أثر نفسي أبرزه الإحساس بالدونية والعار الشخصي والخوف من الوصمة الاجتماعية، وهذا يقود إلى الخطورة الأكبر والمتمثلة في تجنب الإفصاح عن المشكلة أو طلب المساعدة، علما هو في الواقع مرض قابل للعلاج.
أبرز أسباب إدمان العادة السرية :
رجّحت الدراسات العلمية في هذا الصدد مجموعة من العوامل التي قد يكون لها دور في تحفيز الرغبة في ممارسة هذا الفعل وصولاً إلى حالة الإدمان، وهي:
- خلل في المواد الكيميائية بالدماغ.
- حدوث تغير في مسارات الدماغ.
- التعرض لضغوط نفسية شديدة.
- سهولة الوصول إلى المواد الإباحية واعتياد مشاهدتها.
- وجود تاريخ من الاعتداء الجسدي أو الجنسي.
- النشأة غير السوية في أجواء أسرية مشحونة بالنزاعات.
يتمثل أحد أوجه خطورة هذا النوع من الإدمان في أن مسبباته ومحفزاته قد لا تكون هي الدافع الأساسي، إنما تتطور بفعل التمادي في ممارسة هذا السلوك، بمعنى أن الأمر برمته قد يبدأ بحثاً عن المتعة الناتجة عن الإشباع الذاتي ومع مرور الوقت يتسبب هذا في إحداث تغيرات بمسارات الدماغ أو اختلال المواد الكيميائية بالدماغ فتتفاقم المشكلة.
أعراض إدمان العادة السرية :
عند الرجال:
حدد الأطباء أعراض إدمان العاده السرية للرجال والتي جاءت متضمنة لنواحي سلوكية ونفسية وأيضًا عضوية، ويمكن إيجاز أبرزها فيما يلي:
- فقدان السيطرة على الرغبة المُلحة في الاستمناء المتكرر.
- التعرض إلى نوبات الاكتئاب النابع من الشعور بالذنب.
- التمادي في ممارسة العادة السرية بالنسبة للمتزوجين.
- الإفراط في ممارسة العادة السرية على فترات متقاربة قد تصل لأكثر من مرة باليوم الواحد.
- من اعراض ادمان العاده السرية للرجال تحسس الجلد بمحيط العضو الذكري نتيجة تكرار هذا الفعل بصورة مفرطة.
أعراض إدمان العاده السرية عند النساء:
تتشابه أعراض إدمان العاده السرية عند النساء مع الأعراض المصاحبة لذات الحالة عند الجنس الأخرى بنسبة كبيرة، من أبرز العوامل الدالة على هذا النوع من أنواع الإدمان ما يلي:
- تحول ممارسة العادة السرية إلى سلوك قهري خارج عن السيطرة.
- ممارسة هذا الفعل بصورة متكررة وعلى فترات متقاربة.
- تعمد تحفيز الإثارة الجنسية بأي وسيلة لممارسة العادة السرية.
- الميل إلى الانطواء والانعزال عن الآخرين بدافع الشعور الدفين بالخزي والعار.
- التهاب العضو التناسلي جراء تكرار هذه العملية.
- نوبات القلق والتوتر نتيجة الإحساس بممارسة أمور تخالف الثوابت الأخلاقية أو الدينية التي قد تكون صارمة تشعره بالنقص و جلد الذات.
- الرغبة المُلحة في ممارسة العادة السرية حتى في غياب أي مثير جنسي معلوم.
يشار هنا إلى أن إدمان العادة السرية قد يرتبط بأنماط أخرى من الإدمان السلوكي مثل إدمان الإباحية والإفراط في مشاهدة تلك المواد، يمكن أن يكون ذلك مؤشرًا لتلك الحالة وبذلك يُدرج ضمن اعراض ادمان العاده السريه عند النساء والرجال على السواء.
متى تكون زيارة الطبيب النفسي أمرًا ضروريًا؟
أوضحت العديد من الدراسات أن العادة السرية تعد بمثابة نشاط طبيعي لدى النسبة الغالبة من الحالات خاصة في عمر المراهقة ومراحل النضج الجنسي. لكن في بعض الحالات يتحول هذا الأمر من نشاط طبيعي إلى إدمان العادة السرية التي تستوجب تلقي دعمًا طبيًا متخصصًا وهي كالآتي:
- إذا تحول هذا الفعل العارض إلى نشاط قهري خارج عن سيطرة الشخص.
- أو إذا أصبح يمارسه بشكل دوري ومنتظم في أوقات محددة تجعله أقرب إلى الطقس اليومي.
- إذا كان هذا الفعل هو مصدر النشوة الفعلي بالنسبة للبالغين أو المتزوجين ويستعيضون به عن العلاقة الطبيعية.
يمكن الاستدلال على إدمان العادة السرية لدى الأطفال والبالغين إذا تلاحظ ممارستهم لها بصورة متكررة، فضلاً عن إظهار ميل جنسي تجاه البالغين في مرحلة عمرية مبكرة.
من أبرز مخاطر هذا النوع من الإدمان ما يلي:
- التشتت الذهني وانخفاض الانتاجية أو ضعف التحصيل العلمي. حيث يستنفذ طاقته و تشغل تفكيره و لو بشكل قهري.
- التعرض إلى اضطرابات القلق والاكتئاب.
- انهيار العلاقات الاجتماعية نتيجة الميل للعزلة.
- قد تؤدي العادة السرية إلى اضطرابات النوم ونوبات القلق.
- تنامي الإحساس بالدونية وجلد الذات للشعور بالخزي.
- فتور أو انهيار الحياة الزوجية في بعض الحالات للاعتماد على العادة غير الصحية كبديل للعلاقات الطبيعية.
- قد تكون هذه الحالة دافعًا للإقدام على إدمان الكحول أو المخدرات.
المشاكل الصحية الناتجة عن إدمان العادة السرية:
- زيادة حساسية البشرة في محيط العضو الذكري أو الأنثوي، عادة تدوم تلك الحالة لأيام فقط ثم تزول ولكنها قد تصبح أشد خطورة مع تكرار الإصابة.
- قد يصاب القضيب لدى الرجال بأحد أشكال التورم نتيجة الإفراط في الاستمناء وهي الحالة التي تعرف بمُسمى الوذمة أو الاستسقاء (Edema).
- التهاب المهبل لدى النساء أو الإصابة بعدوى الجهاز التناسلي، وتتوقف خطورة تلك الإصابة على نوع العدوى ومدى شدتها.
- قد يؤدي الإفراط في ممارسة العادة السرية -وفق بعض الأبحاث- إلى مشاكل بالجهاز البولي.
طرق علاج إدمان العاده السرية نهائيًا:
تتجاوز مشاكل العادة السرية حد ممارسة هذا الفعل بصورة قهرية خارجة عن السيطرة، إنما تترك هذه العملية آثاراً نفسية قد تُصنف تحت مسمى “شديدة الخطورة” تبعاً لمستوى شدة الحالة وطول المدة التي تم خلالها إدمان هذا الفعل، مثل فقدان الثقة بالنفس والإصابة بحالة من الاكتئاب وغير ذلك من الاضطرابات النفسية.
بناء على كل ما سبق فإن علاج إدمان العاده السريه نهائياً يعني ضرورة الخضوع لبرنامج علاجي شامل ومتكامل للتعامل مع هذه المشكلة من كافة جوانبها. تقوم عملية علاج إدمان العاده السريه نهائياً في المعتاد على عدة محاور أهمها العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، ذلك بهدف مساعدة المريض على التحكم بصورة أكبر في أفكاره التي قد تكون دافعه الأساسي للإدمان على هذا الفعل، فكثير من الحالات تكون لديها معتقدات مثل أنه شريك جنسي غير مرغوب ولهذا يسعى لإشباع نفسه جنسياً، كما يجب أن تشمل الخطة العلاجية أي آثار نفسية نتجت عن هذا السلوك أو تسببت فيه من البداية.
علاج إدمان العاده السرية نهائياً يكون بتوفر برامج علاجية شاملة ومتكاملة، لا تقف الغاية منها عند حد تمكين المرضى من التحكم في السلوكيات غير المرغوبة فحسب، إنما تساعدهم على تجاوز الأمر برمته واستعادة زمام حياتهم والانخراط في محيطهم، بجانب التعامل مع أي آثار جسدية أو نفسية ترتبت على هذا الإدمان.
مع الالتزام التام بالحفاظ على خصوصية المرضى.
ودمتم بخير
د. باسم محسن يوسف
اقرأ أيضًا: 5 فورق بين الحب والرغبة الجنسية وكيفية التمييز بينهما