fbpx

أمراض الأمعاء الالتهابية

هي مجموعة من الاضطرابات المعوية التي تسبب التهاب طويل الأمد في الجهاز الهضمي.

النوعان الأكثر شيوعا هما:

  • داء كرون: chron’s disease
  • التهاب القولون التقرحي:Ulcerative colitis

وسنفصل في كلا النوعين

  • هو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية والذي يصيب القولون والمستقيم بشكل خاص وهذا ما يميزه عن داء كرون الذي يمكن أن يصيب أي جزء من أجزاء الأنبوب الهضمي.
  • يحدث الالتهاب عندما تلتهب بطانة الأمعاء الغليظة أو المستقيم أو كليهما وينتج عن هذا الالتهاب تقرحات صغيرة عادة ما تبدأ في المستقيم وتنتشر للأعلى ويمكن أن تشمل القولون بأكمله وهذا ما يساهم في تحريك الأمعاء لمحتوياتها بسرعة وتفريغها بشكل متكرر كما أن هذه القرحات المتشكلة ستتسبب بحدوث نزوف وإفرازات مخاطية أيضا.
  • وفي حين أن هذه الحالة تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار فإن معظم الناس يصابون بالتهاب القولون التقرحي بين سن15_30 عام ووفقا لجمعية أمراض الجهاز الهضمي الأمريكية فإنه بعد سن الخمسين من العمر هناك زيادة طفيفة أخرى في تشخيص المرض لدى الرجال.
  • السبب الدقيق لأمراض الأمعاء الالتهابية غير معروف وبرأي الباحثين فإن التهاب القولون التقرحي قد يكون نتيجة لزيادة نشاط الجهاز المناعي ومن غير الواضح ما هو سبب هذه الاستجابة المناعية ومهاجمتها الأمعاء الغليظة.
  • ومن العوامل الأخرى التي تلعب دور في تطور المرض:الجينات والوراثة فمن المرجح أن يطور المرض الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة.
  • كما يمكن العوامل البيئية من بكتريا وفيروسات ومستضدات والتي تحفز استجابة مناعية في الجسم أن تكون إحدى هذه المسببات.
  • تختلف أعراض التهاب القولون التقرحي بين الأشخاص المصابين بهذه الحالة كما يمكن أن تتغير الأعراض بمرور الوقت.
  • يعاني الأشخاص المصابون من فترات من الأعراض الخفيفة وقد لا توجد أعراض على الإطلاق وهذا ما يعرف بمرحلة (الهجوع).
  • ومع ذلك يمكن أن تعود وتنكس الأعراض وتصبح أكثر شدة وهذا ما ندعوه (هجمة حادة).
  • وتشمل الأعراض الشائعة:
  1. آلام في البطن
  2. براز دموي (إسهال مدمى)
  3. قهم (نقص شهية) وإعياء
  4. نقص وزن
  5. حمى
  6. ألم بالمستقيم
  • ويمكن أن نلاحظ تظاهرات خارج هضمية أخرى:

_آلام وتورم بالمفاصل الكبيرة

_إصابات جلدية:قلاعات فموية و قرحات وحمامى عقدة في الساق

_أعراض عينية:التهاب العنبة

_أعراض كبدية:تشحم كبد أوالتهاب طرق صفراوية.

  • يمكن تصنيف أنواع التهاب القولون التقرحي وفقٱ لأجزاء الجهاز الهضمي التي يصيبها إلى التالي :
  1. التهاب المستقيم التقرحي:في هذه الحالة يكون المستقيم فقط ملتهبا ويعد من الأشكال السريرية الخفيفة للمرض.
  2. التهاب القولون في الجانب الأيسر:في هذه الحالة يشمل الالتهاب المنطقة الواقعة بين الثنية الطحالية(الجزء العلوي من القولون حيث ينحني) والجزء الأخير منه(القولون النازل والسيني)ويعرف أيضا باسم التهاب القولون التقرحي البعيد.
  3. التهاب الكولون الشديد السمي (الواسع):يشمل الالتهاب في هذه الحالة جميع أنحاء القولون من الأعور حتى الشرح ويعتبر من الأشكال الحادة التي تتطلب استئصال القولون كاملٱ للوقاية من الاختلاطات المحتملة.
  • مخبريٱ:يتم إجراء تعداد الدم الكامل CBC وذلك للبحث عن علامات فقر الدم المحتملة.

بالإضافة إلى سرعة التثفل ESR  والبروتينC الارتكاسيCRPحيث يشير ارتفاعهما لوجود حديثة التهابية في الجسم.

  • كما يتم اللجوء إلى تنظير المستقيم حيث يدخل الطبيب المنظار عبر فتحة الشرج ويكون المنظار مزود بكاميرا تتيح للطبيب التحري عن علامات الالتهاب أو أي موجودات سرطانية بالإضافة لأخذ خزعات من المناطق المصابة.
  • في حين يتم إجراء تنظير هضمي سفلي خارج أوقات الهجمة فنلاحظ المخاطية التي تبكي دمٱ مع عدم وجود مناطق سليمة بين المناطق المصابة بالإصابة هنا ليست قافزة على عكس الإصابة القافزة التي نلاحظها في داء كرون.
  • وباستخدام التصوير الشعاعي نلاحظ زوال ثنيان القولونات ورقة جدرانها.
  • النكس
  • قد تطور إحدى الأشكال السريرية إلى الشكل الشديد السمي وهنا يصبح المرض معتد على العلاج الدوائي ويتم التداخل جراحيا.
  • قد يتطور التسرطن في المناطق المصابة من القولون أن لذلك هناك توصيات بإجراء تنظير دوري للقولون وأخذ خزعات من المناطق المشتبهة.
  • إن التهاب القولون التقرحي حالة مزمنة والهدف من العلاج هو تقليل الالتهاب لمنع الهجمات الحادة وإطالة فترات الهجوع.
  • كما أن العلاج يعتمد على شدة الأعراض الموجودة ومن العلاجات المستخدمة:

العلاج الدوائي:

  • االستيروئيدات:

ومنها الprednisolone

والذي يعطى عن طريق الفم في الهجمات الحادة مع إمكانية تخفيض جرعة الستيروئيدات تدريجيٱ.

  • مثبطات المناعة:ولا سيما عند الأشخاص المعتمدين على الستيروئيدات.
  • 5-Aminosalicylic Acid

عن طريق الفم وهو يشبه في تركيبه مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية

  • الصادات الحيوية:وذلك لإيقاف التكاثر الجرثومي أو في حال حدوث عدوى.
  • مضادات (حالات)القلق:

تشير بعض الدراسات إلى أنه يمكن للشدة النفسية أن تحرض هجمة من التهاب القولون القرحي لدى بعض الأشخاص المصابين.

  • Anti_TNF(Tumor Necrosis Factor)Antibadies

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام هذا النوع من الأدوية كعلاج طويل الأمد عم طريق الفم.

العلاج الجراحي:

في الحالات الناكسة والمعندة على العلاج الدوائي أو في حال حدوث الاختلاطات كما في الشكل السمي تعتبر الجراحة ضرورية ولاسيما إذا كان المريض يعاني من فقدان كبير للدم أو أعراض مزمنة أو انثقاب قولون أو انسداد شديد.

وتتضمن الجراحة إزالة المستقيم والقولون بالكامل ويتم المفاغرة بين نهاية الأمعاء الدقيقة والشرج مع تشكيل جيب يتجمع البراز فيه.

  • تشير الأبحاث إلى أن العلاجات الطبيعية يمكن أن يكون لها دور في تخفيف أعراض المرض لكن تختلف الاستجابة بين الأشخاص حيث يتفاعل كل شخص مع الطعام والشراب بشكل مختلف إلا أن هذه العلاجات لم تخضع لتجارب سريرية كافية ولا يتم اعتمادها بالضرورة.

وينصح بشكل عام بما يلي :

  • شرب كميات صغيرة من الماء على مدار اليوم وذلك لتجنب خطر التجفاف.
  • تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم وتجنب الأطعمة الغنية بالألياف لاسيما في حال وجود انسدادات في الطريق الهضمي.
  • اتباع حمية قليلة الدهون:وليس من الواضح سبب كون اتباع نظام غذائي قليل الدسم مفيد ولكن من المعروف أن الأطعمة الغنية بالدهون تسبب الإسهال عادة خاصة لدى المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية.
  • تناول المزيد من المعادن والفيتامينات خاصة فيتامينc

فقد يكون له تأثير وقائي على الأمعاء ويساعد على الشفاء والتعافي بشكل أسرع بعد الهجمات الحادة.

  • هومرض التهابي مزمن يمكن أن يصيب أي جزء من أنبوب الهضم من الفم إلى الشرج إلا أنه يفضل بشكل خاص نهاية الأمعاء الدقيقة (الدقاق)
  • كما يمكن أن يصيب بعض مناطق من الجهاز الهضمي ويتخطى مناطق أخرى وهذا ما ندعوه الإصابة القافزة.

غالبا ما تتطور الأعراض بشكل تدريجي ومن النادر ظهور الأعراض بشكل مفاجئ وأهم الأعراض المشاهدة:

  • إسهال مدمى(براز دموي)
  • آلام وتشنجات بطنية
  • القهم(نقص الشهية)
  • نقص الوزن والتعب
  • الحمى

وتصبح الأعراض أكثر حدة وإزعاجٱ مع تقدم المرض وقد تطور إلى مضاعفات خطيرة تستوجب التداخل الجراحي .

كما يمكن أن نلاحظ أعراض خارج هضمية كتلك المشاهدة في التهاب القولون التقرحي وأهمها:

  • آلام وتورم في المفاصل الكبيرة
  • اضطرابات جلدية:قلاعات فموية وتقرحات عميقة في الفم والجلد -حمامى عقدة على الساقين-تقيح الجلد الغنغريني على الكاحلين أو الساقين أو الذراعين
  • أعراض عينية:التهاب العنبة والذي يتظاهر باحمرار وألم في العين -التهاب ظاهر الصلبة
  • أعراض كبدية:تشحم كبد-التهاب طرق صفراوية مصاب بدئي
  • بالإضافة لفقر الدم وذلك نتيجة النزوف وسوء امتصاص الحديد والعناصر الغذائية الأخرى.
  • إن السبب الدقيق لداء كرون غير معروف حتى الآن وبحسب الدراسات قد يكون نتيجة لزيادة نشاط الجهاز المناعي ومن غير الواضح ما هو سبب هذه الاستجابة المناعية غير الملائمة ومهاجمتها للجهاز الهضمي .
  • كما أن للعوامل الجينية والوراثية دور في تطور المرض فقد وجد أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة معرضين أكثر من غيرهم لتطوير المرض .
  • 9وتبين أن الأشخاص المدخنين أكثر عرضة بمرتين للإصابة مقابل الأشخاص غير المدخنين.
  • وتؤدي العوامل البيئية من بكتريا وفيروسات ومستضدات لتحفيز استجابة مناعية في الجسم ومن الممكن أن تكون من المسببات.
  • مخبرياً: يتم إجراء تعداد عام وصيغةCBC وذلك للبحث عن علامات فقر دم محتملة
  • بالإضافة إلى سرعة التثفل والبروتين الارتكاسي c حيث يشير ارتفاعهما إلى وجود حديثة التهابية
  • تحري cal protactin في البراز مما يدل على هجمة حادة لداء كرون
  • شعاعياً: عند تصوير الأمعاء الدقيقة نجد تضيقات في نهاية الأمعاء الدقيقة.
    • وبالتنظير: يمكن أن نشاهد منظر حجارة الرصيف (مناطق مصابة وحيدة أو عديدة متفرقة في أي مكان من المعدة أو الكولون أو نهاية الدقاق )ويتم أخذ خزعات منها .

أحد أكثر المضاعفات شيوعٱ لمرض كرون هو تطور تضيق الأمعاء(هو ضيق في الأمعاء يجعل مرور الطعام صعبٱ وفي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي إلى انسداد معوي).

وحسب الدراسات يصاب ما لا يقل عن ثلث الأشخاص المصابين بداء كرون بتضيق خلال السنوات العشر الأولى من التشخيص

وتشمل أعراض التضيق:تقلصات وألم في البطن -انتفاخ-فقدان شهية-إجهاد-غثيان-إقياء

وقد تبين أن هناك بعض من عوامل الخطر تؤدي لزيادة احتمالية الإصابة بتضيق متعلق بكرون

على سبيل المثال:

  • إذا تم تشخيص المرض قبل سن الأربعين في العمر من العمر
  • إذا احتاج المريض للعلاج بالستيروئيدات منذ أول نوبة
  • إذا كان هناك مرض حول الشرج أو خضع المريض لعملية استئصال زائدة دودية قبل التشخيص.

ومن المضاعفات الأخرى النواسير (ممرات غير طبيعية بين جزء من الأمعاء وآخر أو بين الأمعاء والمثانة أو الشرج أو المهبل أو الجلد.

في حالة كرون تتطور القرحة المسببة بالالتهاب بما في ذلك عمق جدار الأمعاء فتنفتح هذه النواسير .

وحسب الدراسات فأن 30٪ من المصابين بداء كرون سيصابون بالنواسير التي تزيد مخاطر العدوى والخراجات.

بالإضافة إلى إمكانية الإصابة بالشقوق الشرجية

مما يزيد من النزوف والألم والحكة.

  • ويمكن أن يؤدي الإسهال المزمن المصحوب بسوء امتصاص العناصر الغذائية لنقص الفيتامينات وسوء التغذية.
  • يتعرض الأشخاص المصابون بكرون لخطر متزايد للإصابة بسرطان القولون وقد تتأثر الصحة النفسية والعاطفية.
  • الحمية:حمية خالية من الألياف تجنبٱ لحدوث انسداد معوي ففي حال وجود تضيقات شديدة في نهاية الدقاق ستقوم الألياف بسدها تماما ويلزم حينها إجراء جراحة.
  • كما يجب الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون لتجنب حدوث إسهالات إضافية.
  • وينصح بشرب كميات كافية من المياه لتجنب حدوث الجفاف.
  •   وأيضا ينصح بتناول الفيتامينات والمعادن

وذلك لضمان حصول الجسم على حاجته من هذه العناصر لاسيما أن المرض يعيق عملية الامتصاص المعوي بالشكل الطبيعي.

العلاج الدوائي:

  • الستيروئيدات:تعطى عن طريق الفم ولا سيما في الهجمات الحادة مع إمكانية تخفيف جرعتها تدريجيا.
  • مثبطات المناعة:ولا سيما عند الأشخاص المعتمدين على الستيروئيدات وحتى لا يدخل المريض بأعراض فرط كورتيزول فيتم مشاركة مثبطات المناعة مدى الحياة.
  • Anti_TNF :مفيد في إنقاص الهجمة الحادة في حال عدم فعالية الكورتيزون ويمكن أن يساعد في إغلاق النواسير.
  • الصادات الحيوية :لإيقاف التكاثر الجرثومي وتخفيف خطر العدوى لا سيما أن وجود تضيقات في الأمعاء تسبب ركودة معوية وبيئة مناسبة للتكاثر الجرثومي
  • 5-AminoSalicylic Acid

يعطى عن طريق الفم وهو يشبه مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية وعندما يصل الأمعاء تتفكك ذراته وتساهم في إيقاف التكاثر الجرثومي

  • أما بالنسبة للجراحة فيتم التداخل لفتح الانسدادات أو إغلاق النواسير في الحالات عالية الخطورة وهي بشكل عام غير شافية ومعدل النكس مرتفع .

إعداد: د.ديانا ابو حمدان