قصور القلب مصطلح يشير إلى أنّ القلب لم يعد قادرًا على ضخ الدم بشكل كافٍ لأعضاء الجسم وذلك لضعف القلب.
يظهر بكل الأعمار ولكنّه أكثر شيوعًا عند كبار السن، وهو حالة مزمنة تتفاقم مع مرور الوقت.
لا يعني أن القلب توقف عن العمل، ولكن يتطلّب هذا المرض المزيد من الدعم والعناية ليعمل القلب بشكل أفضل. وهو مرض غير قابل للشفاء، لكن يمكن ضبط أعراضه لسنوات عديدة.
ما هي أسباب قصور القلب ؟
توجد العديد من الحالات التي قد تسبب قصور القلب مثل:
- الداء الإكليلي: عندما تتصلب الشرايين الإكليلية بسبب التصلب العصيدي، غالبًا تؤدي لخفض تروية القلب ومنه لأزمة قلبية أو خناق صدريّ.
- ارتفاع ضغط دم: قد يؤدي لإجهاد القلب وضعفه وبالتالي للقصور.
- حالات تؤثر على عضلة القلب (اعتلال عضلة القلب).
- اضطرابات نظم القلب: الرجفان الأذيني
- أمراض الصمامات القلبية.
- قصور القلب الاحتقاني: عيب خلقي يؤثر على عمل القلب الطبيعي.
- أحيانًا البدانة أو فقر الدم أو شرب الكثير من الكحول وفرط نشاط الدرق وارتفاع الضغط الرئوي قد تؤدي لقصور.
ما هي الأعراض المرافقة؟
يعتمد ظهور أعراض قصور القلب على نمط القصور المصاب به الشخص. لذلك، قد تكون الأعراض متوسطة ولا يشعر بشيء إلا على الجهد الفيزيائي الشديد.
وقد تختلف الأعراض بحسب موقع الإصابة، فهناك جزئين في القلب (القلب الأيمن والقلب الأيسر). حيث الأيسر مسؤول عن تغذية الأعضاء لاحتوائه على الخضاب المؤكسج. والأيمن مسؤول عن نقل الدم غير المؤكسج القادم من الأعضاء إلى الرئتين، لكي يتم التبادل الغازي في الرئة لتعطي الدم غاز الأوكسجين وتأخذ غاز ثنائي أكسيد الكربون. لذلك، قد يكون القصور في الجزء الأيسر أو الأيمن أو في الجزئين معًا.
يؤدي نقص عمل عضلة القلب لاختلاطات ومشاكل سريرية خطيرة ومهددة للحياة.
يعدّ قصور التنفس أولى أعراض القصور في القلب بعد القيام بالروتين اليومي كصعود الدرج. ومع الأيام سيضعف القلب ويتفاقم قصور التنفس ويظهر على أقل جهد، مثل عند ارتداء ملابسك أو التجول بين الغرف في المنزل. وبعض المرضى يظهر هذا العرض لديهم على الراحة وهم بوضعية الاستلقاء.
قد لا يشعر كبار السن بصعوبة بالتنفس نظرًا لقلة النشاط الفيزيائي. لذلك، قد يشعرون بتعب أو تشوش.
أعراض قصور الجزء الأيسر من القلب هي:
- مشاكل بالتنفس
- سعال
- إرهاق(تعب شديد لا يخف بالراحة)
- خمول عام
- ازرقاق الأصابع والشفاه
- أرق وضعف التركيز
- صعوبة في النوم على الظهر بسبب ضيق في النفس
أما أعراض قصور الجزء الأيمن من القلب هي:
- غثيان وفقدان الشهية
- وذمات في الكواحل والأقدام والبطن وأوردة العنق
- زيادة الوزن
- الحاجة المتكررة للتبول
- ألم في البطن(حول المعدة)
التشخيص:
يجب القيام بإجراءات تشخيصية عند شخص يعاني من الأعراض السابقة. وتشمل الاستقصاءات ما يلي:
- تحليل دم: للكشف عن بعض القيم التي تساعد في تشخيص قصور القلب ، مثل البيبتيدات المدرة للصوديوم قد ترتفع في القصور. وتحليل الدم يساعد في الكشف عن مشاكل في وظيفة الكلية والكبد.
- فحص لقياس الكسر القذفي: يتم قياسه عن طريق الإيكو القلبي. والكسر القذفي هو نسبة الدم الموجودة في الحجرة السفلية اليسرى من القلب (البطين الأيسر)، والتي تضخ مع كل ضربة قلبية. لذلك، خلال قياسه نتوجّه لوظيفة القلب وتحديد نمط القصور الموجود واختيار خطة العلاج.
- اختبارات أخرى مثل طبقي محوري للقلب ومرنان للقلب واختبار الجهد النووي. وقد تحتاج لقثطرة قلبية مع تصوير للأوعية الإكليلية لرؤية الشرايين إن كانت مسدودة.
- اختبارات لفحص كهربائية القلب مثل تخطيط القلب أو هولتر للقلب ترتديه 24 إلى 48 ساعة أو أكثر مع متابعة الحياة اليومية بشكل طبيعي
- اختبار جهد: يقيس مستوى تحمل جسمك للنشاط الفيزيائي.
ماهي عوامل خطورة قصور القلب وماهي أصنافه؟
توجد عوامل خطورة ترفع من نسبة الإصابة بقصور في القلب. بعض هذه المخاطر يمكن السيطرة عليها كنمط الحياة، وبعضها لا يمكن السيطرة عليها كالعمر والعرق.
عوامل الخطر هي:
- العمر أكبر من 65
- قصة عائلية للمرض
- عادات صحية سيئة
- أمراض أوعية أو قلبية أو رئوية أو أخماج مثل فيروس نقص المناعة البشري وفيروس كورونا
- السود والأفارقة الأمريكيين
توجد أصناف للقصور يجب أن يتم تصنيف المرضى وفقها. لذلك، فحسب هذا التصنيف سيوضع العلاج للمريض وهي:
- المرحلة 1: لا توجد أعراض مع النشاط الفيزيائي
- مرحلة 2: طبيعي في وقت الراحة، لكن تظهر الأعراض مع القيام بنشاط فيزيائي.
- مرحلة 3: طبيعي وقت الراحة، لكن تظهر الأعراض مع أقل نشاط فيزيائي
- المرحلة 4: تعب شديد على أي جهد فيزيائي، ومن الممكن أن تظهر الأعراض في وقت الراحة أيضًا.
العلاج:
يعد علاج قصور القلب في الغالب دوائي، وقد يصف الطبيب 2 أو 3 أدوية لضبط أعراض المرض.
يجب تغيير نمط الحياة للأفضل، كاتباع نظام غذائي صحي متوازن وممارسة تمارين رياضية بسيطة وإيقاف التدخين. كل هذه الأمور يمكن أن تخفف من أعراض المرض ومن تطوره.
سنذكر بعض الأدوية الأساسية وهي:
- مثبطات أنزيم القالب للأنجيوتونسين : يساعد على إرخاء وتوسع الأوعية الدموية. مما يسهل العمل على القلب في ضخ الدم لأنحاء الجسم. أمثلة عليها الكابتوبريل وليزينوبريل.
- مثبطات مستقبلات أنجيوتونسين 2: تعمل كمثبطات أنزيم القالب للأنجيوتونسين من حيث الآلية وتخفض الضغط. تستخدم في حال أدوية مثبطات أنزيم القالب للأنجيوتنسين أدت لأعراض جانبية، وأمثلة عليها فالسارتان ولوزارتان.
- حاصرات بيتا: تُبطئ من سرعة القلب وتحمي من تأثير الجهاز الودي. أمثلة عليها البيزوبرولول وكارفيديلول.
- مضادات مستقبلات القشرانيات المعدنية: تعمل على زيادة التبول وتخفض ضغط الدم ومن السوائل حول القلب. ولا تؤدي لخفض مستويات بوتاسيوم الدم، أمثلة عليها سبيرونولاكتون وإيبليرينون.
تشمل الأدوية الأخرى:
- المدرات: تعمل على زيادة التبول وتعالج الوذمات والصعوبة في التنفس المسببة من قبل القصور. يوجد عدة أنماط من المدرات أكثرها استخدامًا الفورسميد والباميتانيد.
- إيفابرادين: يخفض من سرعة القلب، يستخدم كبديل لحاصرات بيتا في حال سببت أعراض جانبية.
- هيدرالايزين مع النترات: يعملان على إرخاء وتوسيع الأوعية الدموية. تستخدم عند المرضى غير القادرين على تناول مثبطات أنيم القالب للأنجيوتونسين ومثبطات مستقبلاته.
- الديجوكسين: يزيد من قلوصية عضلة القلب ويبطئ من معدل سرعة القلب. يضاف للأدوية السابقة في حال كانت الأعراض غير مسيطر عليها
- مثبطات الناقل المشارك صوديوم/والغلوكوز 2 : تخفض مستويات سكر الدم. أمثلة عليها إيمباغليفلويزين وداباغليفلوزين، تستخدم بالإضافة للأدوية السابقة.
توجد علاجات أخرى لعلاج ضعف القلب:
منها تركيب أجهزة في الصدر لضبط نظم القلب، وجراحة لإصلاح الصمامات القلبية أو جراحة مجازة الأوعية الإكليلية.
في النهاية، قصور القلب مرض خطير يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، والالتزام بنمط صحي معين ومتوازن. ويجب تناول الأدوية بشكل يومي ودائم فهو غير قابل للشفاء. لذلك، يجب رفع معنويات المريض وحثّه على الالتزام بأدويته للسيطرة على الأعراض والحماية من تقدّم المرض.
اقرأ أيضًا:
قصور الغدة الدرقية : الأسباب والأعراض والعلاج
التصلب العصيدي : الأسباب والأعراض والعلاج
إعداد:
د. صبا عبد الحي