ضرس العقل أو ما يعرف علميًّا بالرحى الثالثة يُعد أحد أكثر الأسنان التي تثير الجدل في طب الأسنان. إذ يعتبره البعض ضرسًا زائدًا يسبب المشاكل ويجب قلعه، ولكن يراه آخرون كنزًا بيولوجيًا يمكن أن يفتح آفاقًا جديدةً في مجال الطبّ التجديديّ.
ما هو ضرس العقل ؟
ضرس العقل هو الجزء الثالث والأخير في مجموعة الأرحاء (الأضراس)، ويظهر عادة لدى معظم الناس في أواخر سنّ المراهقةِ أو أوائل العشرينات. وتوجد لدينا 4 أرحاء ثالثة، اثنتان في كل فك.
يمكن أن يكون له فائدةً وظيفيّةً للفم عندما يكون سليمًا وبازغًا بشكلٍ صحيحٍ. لكن في أغلب الأحيان يكون بزوغه متزاحمًا ويتطلّب إزالتَه.
عندما تكون الأرحاء الثالثة متزاحمةً، فقد تكون مائلةً دهليزيًّا نحو الخارج (الخدّ)، أو لسانيًّا نحو الداخل (اللسان)، أو منسلّة نحو الأرحاء الثانية (أنسيًّا). ويمكن أن يؤدي هذا الانسلال والازدحام إلى تلف الأسنان المجاورة أو عظم الفك أو الأعصاب.
كيف أعرف أنّ لدي رحى ثالثة؟
قد يكون الضرس ظاهرًا سريريًا ويمكن مشاهدته بالعين المجرّدة، أو قد يقوم طبيب الأسنانِ بإجراء أشعةٍ سينيّةٍ بشكل دوري لتقييم وجودِه وتحديد طبيعته وموقعه.
يمكن أن يكون منطمرًا داخل الأنسجة الرخوة أو عظم الفك، أو يبزغ جزئيًا من خلال اللّثة.
يبدو ضرس العقل مشابهًا لبقية الأرحاء (الأضراس)، ومعظمه له جذرين إلى ثلاثة جذور ولكن قد يمتلك البعض أربعة جذور. وتختلف أشكال الجذور من شخص لآخر، وفي حالات كثيرة تندمج الجذور معًا ما يعطي مظهر جذر واحد كبير مخروطي الشكل.
علامات ظهور ضرس العقل
تشمل علامات الرحى الثالثة التي تدل على ظهورها ما يلي:
- احمرار أو تورّم في اللّثة خلف الرّحى الثّانية.
- ألم في الفك أو الوجه بسبب ضغط الرحى الثّالثة.
- بقع بيضاء خلف الأرحاء الأخيرة بسبب بزوغ الرحى من اللثة.
ما هي أسباب قلع ضرس العقل ؟
إذا لم تسبب الرحى الثالثة أي مشاكل فيمكن تركها ومراقبتها، وفي حالات أخرى قد نحتاج إلى إزالتها بسبب انطمارها ضمن الفك والأنسجة الرخوة.
والبزوج الجزئي للضرس يسمح أيضًا بدخول الجراثيم حول السن والتسبب في عدوى. ما يؤدي إلى الألم والتورم وحدوث التواج في اللثة. وتعد الأرحاء الثالثة البازغة جزئيًا أكثر عرضة للنخور بسبب صعوبة وصول الفراشاة والتنظيف بالإضافة إلى خراجات الأرحاء الثالثة والالتهابات.
علاقة ضرس العقل بالخلايا الجذعية
في السنوات الأخيرة، ظهر اهتمامٌ متزايدٌ في البحثِ العلمي عن العلاقة بين ضرس العقل والخلايا الجذعية الموجودة في لبّه، وتحديدًا لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و24 عامًا.
إذ يحتوي اللّبّ السّنيّ على خلايا جذعيّة تُعرف باسم DPSCs (Dental Pulp Stem Cells). وهذه الخلايا قادرة على التّجدد والتّحول إلى أنواعٍ متعددّةٍ من الخلايا مثل الخلايا العصبية والعظمية وحتى الخلايا الكيراتينية.
أهمية الخلايا الجذعية المستخرجة من ضرس العقل :
- يمكن استخدامها في الطبّ التجديديّ، مثل إصلاح الأعصاب والقرنيّة والعظام.
- أظهرت دراسات على الفئران أن هذه الخلايا يمكن أن تندمج مع أنسجة الجسم دون رفض مناعيّ.
- يمكن تخزينها بالتجميد لاستخدامها لاحقًا.
رغم الإمكانيات، استخدام ضرس العقل والخلايا الجذعية في التطبيقات الطبية ما يزال محدودًا بسبب:
- احتماليّة الرفض المناعيّ.
- صعوبة التحكم في نوع الخلايا التي تتحوّل إليها إذا أن الخلايا الجذعية قد لا تتحول إلى الأنسجة المطلوبة مثل ما هو متوقع.
- تفاوت جودة وكميّة الخلايا الجذعية بين الأفراد.
- عدم توفر بنوك أسنان متخصصة في، كل الدول.
- خضوع الاستخدام العلاجي للخلايا الجذعية لقوانين صارمة.
- تكلفة الحفظ العالية.
- قلة الوعي بأهمية ضرس العقل كمصدر للخلايا الجذعية.
اقرأ أيضًا:
ألم الأسنان : الأسباب وطرق العلاج
حرقة المعدة : المخاطر والمضاعفات والعلاج
إعداد:
د. ميس حسن
تدقيق ومراجعة:
د. يوسف محمد الجنيدي