fbpx

التهاب المهبل: أعراضه وأسبابه وطرق العلاج

يعد التهاب المهبل أحد أشيع مشكلات السّبيل التّناسلي السّفلي التي تتعرض لها النساء في فترة النّشاط التناسلي. إذ تشكو أغلب المريضات من الإحساس بعدم الارتياح المترافق بألم وحكّة واحمرار مع ضائعات مهبليّة غير طبيعيّة. كما تنتقل الكثير من هذه الأخماج -ولكن ليس جميعها- بالطريق الجنسيّ. لذلك، تحتاج المعالجة الفعّالة والوقائيّة إلى معالجة الشريك أيضاً.

 

أنواع الالتهابات المهبليّة:

لقد تمَّ تصنيف الالتهابات المهبلية الشائعة حسب العامل المسبّب (جرثومي، فطري) إلى:

  • التهاب المهبل الجرثومي: يشكل ٤٠ـ ٥٠ % من الحالات. ولا يترافق عادةً مع أعراض. إذ يحدث بشكل ثانويّ لاضطراب كبير في الفلورا المهبليّة الطبيعيّة (النبيت الجرثومي الطبيعي في المهبل). وذلك بوجود مجموعة من المعقّدات الجرثوميّة المؤدية لالتهابات مهبلية، والتي تتضمن: 
  • الغاردينلا المهبليّة.
  • الميكوبلازما التناسليّة (البشريّة والحالّة للبولة).
  • الجراثيم المهبليّة غير الهوائيّة التي تضم البيفوتيلا، العصوانيّات، وأنواع الموبيلونكس.
  • داء المبيضّات الفرجي المهبلي: يشكّل ٢٠ ـ٢٥ % من حالات الالتهابات المهبلية. ولا تزال هذه النسبة في تناقص مستمر بسبب الاستخدام الواسع لمضادات الفطور (الإيميدازولات) بشكل تلقائي. ما أدّى إلى حصر زيارات الطبيب على الحالات المعندة والناكسة على المعالجة التقليدية والأكثر مقاومةً لمركبات الآزول. كما يُعدّ داء المبيضّات الفرجي المهبلي أكثر شيوعاً بعد سن البلوغ بسبب حاجة المبيضّات للنسج النامية بتأثير الإستروجين.
  • داء المشعرات المهبليّة : يشكّل ١٥ ـ ٢٠% من الحالات، تسببه المشعرة المهبليّة (أحد أنواع الأوالي )، ولعلّ أهم تظاهراته:
  • التهاب ظاهر عنق الرّحم 
  • التهاب المهبل 
  • التهاب الإحليل  

كما قد يترافق بأعراض في السّبيل التناسلي العلوي، لكن ٥٠ % من الحالات عند النساء والرجال تكون غير عرضيّة.

وكذلك توجد أنواع أخرى أقل شيوعاً للالتهابات المهبلية، تتضمن:

  • التهاب المهبل الضموريّ: يشكّل أشيع أسباب التّخريش المهبلي عند النساء بعد سن الضّهي. إذ تشكو المريضة من تخريش في الفرج مع مشاهدة ضائعات مهبليّة رائقة أو صفراء، وقد تكون مدماةً في بعض الأحيان. كما يترافق مع تعدُّد في البيلات أو إلحاح بولي أو سلس البول الجهدي.
  • التهابات المهبل بالأجسام الأجنبيّة: تحدث في جميع الأعمار، وتتظاهر عند الأطفال بحكّة فرجيّة مع ضائعات مهبليّة مدماة تُنذر بوجود جسم أجنبي داخل المهبل أو بالتّعرض لاعتداء جسدي. أما عند البالغين، فتنجم عن الحجاب المهبلي (وسيلة لمنع الحمل) أو عن الواقياتّ الذكريّة المنسية داخل المهبل.

أعراض التهاب المهبل :

تُصنَّف أعراض التهاب المهبل حسب العامل المسبب لها وأهمها:

  • النوع الجرثومي: لا عرضي غالباً، ويترافق مع ضائعات مهبليّة متزايدة ذات رائحة، خاصّةً بعد الاتّصال الجنسي.
  • داء المبيضّات الفرجي المهبلي: يتظاهر بحكّة وحرقة وتخريش مع ضائعات مهبليّة بيضاء قشديّة.
  • داء المشعرات المهبليّة: لا عرضي غالباً، ويترافق مع ضائعات مهبليّة مائعة أو لزجة كريهة الرائحة، ذات لون أصفر أو أخضر، رغويّة في ٢% من الحالات.

 

أسباب التهاب المهبل وعوامل الخطورة:

تتعدد أسباب التهاب المهبل ولعلّ أهمها وأكثرها شيوعاً هو السبب الجرثومي. الذي ينجم عن النمو المتزايد لأحد الجراثيم الموجودة والمتعايشة طبيعياً في مخاطيّة المهبل (الفلورا) على حساب الأخرى. مما يؤدّي إلى اختلال التّوازن البكتيري وتفعيل حالة الخمج. 

كما تتضمن الأسباب الأخرى:

  • الصّادات الحيويّة: يؤدّي الاستخدام الجائر للصّادات الحيويّة ـخاصّةً المُستخدمة في أخماج السّبيل البوليـ إلى القضاء على الجراثيم الضارة والمفيدة معاً. مما يفسح المجال لنمو الجراثيم غير المرغوبة الأخرى وحدوث التهاب.
  • السّكري: تؤدي الإصابة بمرض السّكري إلى زيادة طرح السُّكر في البول والمُخاط المهبلي. مما يخلق بيئةً مناسبةً لنمو وتكاثر الجراثيم والفطور.
  • مُثبّطات المناعة: تُستخدم هذه الأدوية في علاج الأمراض المناعيَّة الذاتيّة أو تخفيف أعراضها. ولكنَّها تؤهب للإصابة بأخماج الفطور الخميريّة خاصّةً المبيضّات.
  • الأمراض المنتقلة بالجنس: قد تحدث بعض أنواع الالتهابات المهبليّة بسبب الأمراض المنتقلة بالجنس أثناء الممارسة الجنسيّة المهبليّة أو الشرجيّة أو الفمويّة. يمكن الوقاية منها باستخدام الواقي الذكري، أمّا في حال إهمال الإصابة قد تتطور إلى إصابة في الأعضاء التناسليّة. 

تشمل الأسباب الأخرى:

  • المواد الكيميائيّة: قد تسبب المواد الكيميائية تفاعلاتٍ تحسسيّةً وتهيجاً في ظهارة المهبل أو الجلد الذي يغطيها من الخارج. الذي يتميز بحساسيته المفرطة مقارنةً بجلد مناطق الجسم الأخرى. ولعلّ أهم ما يسبب ذلك استخدام :
  • المرطبات غير الملائمة 
  • المناديل الخشنة 
  • الصّوابين المعطّرة 
  • المزلّقات
  • مبيدات النّطاف 
  • البخّاخات المهبليّة 

إذ يجب إيقاف استخدامها مباشرةً عند الشّعور بتهيج، لمنع التطور إلى التهاب صريح.

  • اختلال التّوازن الهرموني: لوحظ أنّ المستويات المنخفضة من الهرمونات خاصّةً هرمون الإستروجين تجعل المهبل أكثر جفافاً وتعرضاً للغزو الجرثومي وحدوث الالتهاب. يحدث غالباً أثناء الحمل والإرضاع أو بعد استئصال البوقين أو المبيضين أو عند تناول أدوية علاج سرطان الثّدي أو داء بطانة الرّحم الهاجرة. 

التشخيص:

كثيراً ما تشتكي السيدات اللّاتي يعانين من خمج مهبلي من وجود ضائعات مهبليّة غير مدماة. التي تفيد خصائصها (الّلون، القوام، الّلزوجة، والرائحة) في وضع التّشخيص الصحيح.

من أهم الفحوصات والاختبارات المستخدمة في تشخيص التهاب المهبل ما يلي:

  • اختبارات قياس باهاء المهبل PH (قفاز الباهاء أو شريط الباهاء): يكون باهاء المهبل الطبيعي أقل من ٤,٧ عند النساء اللواتي تحدث لديهن إباضة طبيعيّة. أمّا في بعض حالات الالتهاب يكون باهاء المهبل أكبر من ٤,٧.
  • اختبار الرائحة الأمينيّة (اختبار النفحة): يجرى بوضع بضع قطرات من هيدروكسيد البوتاسيوم على ملعقة المنظار المهبلي بعد نزعه من المهبل. ثم تحري وجود رائحة أمينيّة تشبه رائحة السّمك  كما في التهابات المهبل بالمشعرات أو الجرثومية.
  • المسحة المهبليّة الرّطبة: تؤخذ عينة من الضّائعات من الرتج المهبلي الخلفي باستخدام حامل قطن، وتُعلَّق ضمن محلول ملحي نظامي ثم تفحص تحت المجهر. تتيح هذه الطريقة مشاهدة المشعرات المهبليّة المتحركة عند الإصابة بداء المشعرات المهبليّة.

وفي الحالات المعندة يمكن اللجوء إلى فحوصات إضافية لتحري العوامل المهبليّة كزرع المبيضات والمشعرات والجراثيم الهوائيّة المهبليّة السائدة.

 

طرق علاج التهاب المهبل : 

يتم اختيار طريقة علاج التهاب المهبل المناسبة بناءً على الأعراض الموجودة ونتيجة الاستقصاءات المجراة. وتتضمن أهم التدابير المتّبعة: 

  • في الالتهاب الجرثومي: يتم استخدام الميترونيدازول ٥٠٠ ملغ عن طريق الفم مرتين يومياً لسبعة أيام. أو كريم كليندامايسين ٢% مرة واحدة يومياً داخل المهبل قبل النوم بجرعة ٥غ  لسبعة أيام.
  • داء المبيضّات الفرجي المهبلي: يتم استخدام كريم بيوتوكونازول ٢% عن طريق المهبل لثلاثة أيام. أو فلوكونازول ١٥٠ ملغ بجرعة واحدة عن طريق الفم.
  • داء المشعرات المهبليّة: يتم استخدام ميترونيدازول ٢غ بجرعة وحيدة فموياً.
  • الالتهاب المهبلي الضموري: تمثّل مستحضرات الإستروجين الموضعيّة المعالجة المختارة. وقد يفيد تطبيق كريم السلفا داخل المهبل في حال مشاهدة ضائعات صفراء أو خضراء تشير لوجود خمج مرافق.
  • التهاب بسبب الأجسام الأجنبيّة: يجب إزالة الجسم الأجنبي وتطبيق أحد كريمات السلفا داخل المهبل.

 

كما يجدر بالذّكر أنّ التهابات الفرج والمهبل يَصعُب تشخيصها وبالتالي يتأخر البدء بعلاجها. وذلك لأنَّ الأعراض والعلامات قد تكون لا نموذجيةً، إذ تميل المريضات والأطباء بشكل كبير لمعالجة أعراض التهاب المهبل دون إجراء فحص سريري أو فحوص مخبريّة شاملة. ولكن يجب التأكيد على ضرورة وضع التّشخيص النوعي قبل بدء المعالجة لتجنّب النّكس المحتمل فيما بعد.

 

اقرأ أيضًا:

آلام الجهاز الهضمي : الأسباب وكيفية العلاج

اكتئاب ما بعد الولادة : أسبابه، أعراضه، وطرق العلاج

 

إعداد:

د. رشا غرز الدين